الرئيسية » تقارير » الحوثيون يطرحون مشروع البناء في مواجهة الطائفية والتكفير

الحوثيون يطرحون مشروع البناء في مواجهة الطائفية والتكفير

111.jpg.pagespeed.ce.DIkRVTkMV4

لو لا التوجهات الطائفية التي تحكم الإعلام العربي، لظهرت أحداث اليمن بشكل آخر، يعكس حقيقتها كما تجري على الأرض، من حيث الحركة المطلبية التي قام بها الحوثيون سعياً لتحسين الوضع العام في اليمن.

سيطر الحوثيون على المدن المهمة وأبرزها العاصمة صنعاء، من دون قتال، بعد تعاطف قطاعات كبيرة من الجيش مع مشروعهم الجماهيري في إنقاذ البلاد من التدهور الخدمي والاقتصادي، وتشكيل حكومة جديدة تلبي تطلعات الشعب وتحظى بقبول الأطراف السياسية.

لم يتصرف الحوثيون بقيادة زعيمهم عبد الملك الحوثي، على انهم طرف خاض صراعاً سياسيا وعسكرياً، وخرجوا منتصرين فيه، بل أكدوا بالدليل العملي أنهم يريدون تحسين أوضاع البلاد، ونشر السلم الأهلي فيها، فقد رفضوا على لسان زعيمهم المشاركة في الحكومة، وأن حصتهم من المناصب الوزارية يتنازلون عنها لصالح أهل الجنوب.

وتأتي خطوتهم هذه، رغم ان وضعهم الميداني يؤهلهم لعزل رئيس الجمهورية، وتشكيل نظام جديد وفق ما يريدون، لكن السلطة ليست هدفهم، إنما الحالة التي يجب أن تسود اليمن، وهي إشراك كافة الأطراف في العملية السياسية، وتشكيل حكومة كفوءة تنفذ اليمن وتبنيه، وتنهي سنوات الإضطراب والصراعات السياسية التي أدخلت البلاد في فوضى مجنونة.

أعطى الحوثيون الدليل ميدانياً، وليس من خلال الشعارات، على أنهم ليسوا طلاب سلطة، ومع ذلك واجههم الإعلامي العربي بحملات تعبئة شرسة تلصق بهم كل الإتهامات، وذلك تبعاً لمواقف القوى الإقليمية التي لا يمكن أن تتصور الفعل الشيعي مهما كان واقعياً وبناءً على أنه مرفوض يجب إجهاضه، لأن اصحابه شيعة.

سارعت السعودية وغيرها الى تحريك قواها الخفية، أي التنظيمات الإرهابية في اليمن، لتشعل الحرائق، وتنشر الموت بالتفجيرات الإرهابية وفتح جبهات القتال، كما هو حال السعودية دائماً، حيث تنشر قواتها المكونة من الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان وليبيا وغيرها، لتكون هي جيشها المحارب بعيداً عن أراضيها، فيما يتلقى القرار من الرياض، عاصمة العقيدة الوهابية التي تصنع فكر التكفير وتبثه وباءً في عقول الشباب.

خطوة الزعيم الحوثي كانت حكيمة متزنة، حين أعلن في خطاب علني أن انصاره لن يشاركوا في الحكومة، وأن مطالبه جماهيرية وطنية وليست فئوية خاصة، وأن الهدف بناء اليمن، وإنقاذه من التنظيمات الإرهابية وجماعات التكفير. فهذا هو سبيل العلاج للمعضلة اليمنية، ويمكن الخلاص منها، لو وقف العالم بوجه النشاط الوهابي المدمر.

Share