الرئيسية » الثقافة والفنون » دور المسرح في تغيير صور الواقع (مسرحية بيت الدمية نموذجاً)

دور المسرح في تغيير صور الواقع (مسرحية بيت الدمية نموذجاً)

تقرير / النرويج / عماد السامرائي

هنريك يوهان إبسن (Henrik Johan Ibsen؛ 20 مارس 1828 – 23 مايو 1906) كاتب مسرحي نرويجي كبير، كان من أهم العاملين على ظهور الدراما الواقعية المعاصرة. يعرف بـ “أبو المسرح الحديث”. له 26 مسرحية. اعتبر من أهم كاتبي المسرح على مر التاريخ.

( بيت الدمية ) تمت كتابة هذه المسرحية للكاتب النرويجي ( هنريك إبسن ) في عام ١٨٧٠ وتحديداً في المرحلة الوسطى من حياة إبسن الفنية وتعتبر فترة نضوج الفنان من خلال ما اكتسبه من خبرات من تجاربه السابق في مجال المسرح، اي بمعنى اخر انه كان يعي ويعني مايهدف اليه كون ان القضية التي تناولها في هذا العمل هي قضية اجتماعية بحته وحساسة وتتعمق لتدخل في خصوصيات المجتمع الأوربي ، واعتبرت هذه المسرحية من أشهر الاعمال في القرن التاسع عشر وتنتمي هذه المسرحية الى المدرسة الواقعية، حيث اطلق النقاد عليها وقتذاك وعلى بعض اخر من مسرحيات إبسن ب ( القنبلة الموقوتة) لما احدثته المسرحية من صخب وغضب في ردود افعال الرأي العام والتي كانت عنيفة جداً حيث اثارت جدلاً كبيراً في المجتمع الأوربي والأمريكي لدعوة الكاتب الصريحة الى تمزيق الاقنعة والسعي الى كشف الزيف الاجتماعي والدعوة الصادقة الى الاعتدال والوسطية والابتعاد الكلي عن التطرّف، وجابه العرض المسرحي آنذاك غضباً غير مسبوق من الجمهور وبشكلٍ مباشر حتى وصل الامر منه الى رمي الكادر التمثيلي للعمل بالطماطم احتجاجاً منه على ذلك الطرح الجريء الذي أشار بالإساءة وإهانة مكانة المرأة في المجتمع هذا من جهة ومن جهةٍ اخرى حيث اعتقد البعض ان فكرة المسرحية قد مست وهددت الطمأنينة العائلية في الاسرة النرويجية وذلك من خلال ملخص جاء على لسان البطلة ( نورا) وهي شخصية الزوجة ( شخصية رئيسية ) في العمل، القليلة الخبرة عند إعلانها لحالة رفض الى تلك الحياة الزائفة مع زوجها المثقف عندما اكتشفت انه لايحمل ولايكن لها اي تقديراً يحفظ لها مكانتها الاجتماعية وعدم إيمانه بحقوقها ولو بمجرد التفكير على إتخاذ اي قرار يخص الشأن العائلي وكل ذلك تؤكد عليه مشاهد العمل من خلال طريقة معاملته لها حيث يعتبرها كونها مجرد دمية في البيت لاتستطيع ادراك ماحولها وان دورة حياتها اليومية كاللعبة.

هذه المسرحية ( بيت الدمية ) هي ليست اهم مسرحيات إبسن ولكنها كانت الأكثر انتشاراً وتأثيراً حيث استطاعت ان تثير اهتمام الرأي العام الأوربي في ذلك الوقت وان الكاتب دافع عن المرأة بطريقة غير مباشرة من خلال توضيحه في إظهار الجانب السلبي عند الرجل ليسهم بعدها في تغيير واقع المرأة.

وختاماً فإن صراع الوجود والأفضلية هو صراع قائم الى يومنا هذا مابين الرجل والمرأة على اعتبار أنهما نواة المجتمع وان هذا الصراع لم يحسم الا اذ ما استطعنا التخلص من فكرة كونه صراع واستبداله بفكرة الحب الذي ينتج عن علاقة طبيعية قائمة على أساس التوازن وبدون افضلية بمعنى اخر ان الحل وحده لايكفي بل يجب ان يكون هناك الحب حراً.

Share