الرئيسية » الثقافة والفنون » لوسط العلمي والأدبي في لندن يحتفي بالمفكر العاتي

لوسط العلمي والأدبي في لندن يحتفي بالمفكر العاتي

و.ض.أ /لندن / خاص

احتفّت الأوساط العلمية والأكاديمية والأدبية والفلسفية في المملكة المتحدة بشخصية موسوعية جمعت بين الفلسفة والأدب والثقافة والسياسة والشعر، فبحضور جمع كبير من الأعلام العرب والعراقيين المقيمين في المملكة المتحدة احتفلت مؤسسة الحوار الإنساني (بيت السلام) في لندن بالمفكر والأكاديمي والأديب العراقي البروفيسور إبراهيم العاتي عميد الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية.

ابتدأ حفل التكريم الذي انعقد مساء الأربعاء 17/5/2017م بكلمة تعريفية قدّمها الأديب صادق الطائي، أشار بنقاط الى مسيرة الدكتور العاتي العلمية، ثم استلم المحتفى به أطراف الحديث، متحدثا وبأسلوبه الشيق السلس عن تجربته الشخصية منذ أن كان يافعًا وهو تحت كنف والده الأديب الشيخ عبد الزهراء العاتي، واللقاء الذي جمعه بالمفكر الإسلامي الراحل السيد محمد باقر الصدر في المكتبة العامة التي كان يشرف عليها والده في النجف الأشرف، وهو اللقاء الذي حبّب اليه الغوص في موضوعات الفلسفة، مرورا بمحطتي الدراسة في سوريا ومصر، ومحطات التعليم في الجزائر وليبيا والمملكة المتحدة والعراق.

ومن جمالية حفل التكريم أن الدكتور العاتي مزج حديثه بفلم شيق شاهده الحضور فيه مجموعة من الصور التي تسجل مراحل حياته ولقاءاته بأعلام الأدب والعلم والثقافة والسياسة العراقيين والعرب في عدد من البلدان، من قبيل الشاعر أحمد الصافي النجفي والشاعر مصطفى جمال الدين والعلامة الدكتور محمد بحر العلوم والدكتور حسن حنفي والفقيه الأصولي السيد محمد تقي الحكيم، فضلا عن ذكرياته الطيبة مع مؤسس الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية الفقيد الدكتور محمد علي الشهرستاني وعميد كلية الشريعة نائب رئيس الجامعة العالمية الفقيه آية الله الدكتور فاضل الحسيني الميلاني الذي حضر حفل التكريم.

وأثنى الدكتور العاتي في غضون حديثه على عدد من الشخصيات التي حضرت حفل التكريم والتي تتلمذت على يديه من قبيل الباحث والأديب العراقي الدكتور نضير الخزرجي، وإمام الجمعة والجماعة الشيخ حسن التريكي ممثل المرجع الديني السيد كاظم الحائري.

في نهاية كلمة العاتي، قدّم مدير مؤسسة الحوار الإنساني في لندن الأستاذ غانم جواد درع الإبداع الى المحتفى به نيابة عن راعي المؤسسة المقيم في مدينة الكاظمية بالعراق آية الله السيد حسين إسماعيل الصدر.

من جانبه أهدى الدكتور عمر الصگبان نيابة عن هيئة المدارس العراقية التكميلية في لندن باقة ورد عرفاناً بالجميل وبدور الدكتور العاتي في مجال التعليم في المملكة المتحدة.

الدكتور حسن هادي العلاق المستشار الثقافي مدير الملحقية الثقافية العراقية في المملكة المتحدة، اعتبر في كلمة له أن مؤلفات الدكتور العاتي تدل وبوضوح أن المحتفى به هو رجل العقل والعاطفة، رجل الفلسفة والوجدان.

الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة العراقية الشاعر الأستاذ جابر الجابري وفي كلمة بعثها من بغداد عبر عن كبير تقديره لشخصية المحتفى به الذي استطاع عبر كتابات ومؤلفاته ودوره البناء في الجمع بين الكثير من مجالات الحياة، وهو مفخرة أدبية وعلمية.

ومن بغداد أيضا بعث المفكر العراقي أستاذ الفلسفة الدكتور عبد الجبار الرفاعي برسالة تكريم قرأها بالنيابة الدكتور ماجد عبد الله واصفا الدكتور إبراهيم العاتي بأنه شخصية متعددة المواهب، مر بمراحل مضيئة حيث أولده التراثُ النجفي، وأولدته دمشقُ للمرة الثانية، بوصفها أعرق مدينة في التاريخ، وأطيافُ الصافي النجفي وشخصيتُه الغرائبية التي تقترب في تجاربها وملامحها من أبطال الملاحم والأساطير، وأولدته قاهرةُ الفاطميين للمرة الثالثة، في الأيام الأخيرة لحضور وهج الدرس الفلسفي فيها.

ومن بغداد بعث وزير النفط العراقي السابق الدكتور إبراهيم بحر العلوم بكلمة مصورة، استحضر فيها ذكرياته مع العاتي، وذكريات طيبة جمعت والده الفقيد الدكتور محمد بحر العلوم بالمحتفى به.

الدكتور قيس العزاوي ممثل العراق السابق في الجامعة العربية في القاهرة، ومن المشرفين الاكاديمين في الجامعة العالمية بعث برسالة صوتية، أثنى على المحتفى به الذي أبدع في الكثير من العلوم.

ومن كلية التربية بجامعة الكوفة أرسل الدكتور محمد ياسين الشكري كلمة مسجلة، أشار فيها الى القوة الأدبية واللغوية التي تنطوي عليها كتابات ومؤلفات الدكتور إبراهيم العاتي.

الأديب والمؤلف العراقي الدكتور علي المؤمن، الذي تخرج من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية، بعث برسالة مصورة من النجف الأشرف بالعراق، أشاد بدور المفكر العاتي في التأثير الإيجابي على كل من يحيط به ودوره المشهود في المجال الأكاديمي وفي التأليف المتنوع.

الوزير العراقي السابق الدكتور أكرم الحكيم الذي حضر الحفل، تطرق في كلمة له إلى أهم مميزات شخصية المحتفى به وشجاعته في عرض الأفكار، وتمكنه من الخوض في مجالات سياسية ونقدية وفكرية وفلسفية وأدبية إلى جانب التدريس والإشراف الجامعية والأكاديمي.

الإعلامي العراقي السيد علاء الخطيب، شكر مؤسسة الحوار الإنساني التي تتبنى الإحتفاء بأعلام الأمة وهم أحياء، مشيرا الى جوانب من إبداعات المفكر العاتي.

سماحة الشيخ حسن التريكي أخذ أطراف التكريم متحدثا باسم طلبة الجامعة العالمية، ومتقدما بالشكر للمحتفى به الذي قدم الكثير من أجل صالح الطلبة إن في مرحلة الدراسات الأولية أو في الدراسات العليا، معتبرًا أن الإنسان مهما بلغ في الحياة شأوًا ودرجة ليس له إلا أن يحني رأسه إجلالا للوالد والمعلم معًا.

أستاذ القانون في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية الدكتور عبد الحسن السعدي، وفي كلمة ختامية أشار الى جوانب من سيرة المحتفى به التي تنم عن خصوبة فكره وتجذره في أرضية طيبة وإحاطته بعلوم مختلفة.

وفي نهاية الحفل تقدم الى المنصة أحد طلبة المحتفى به، وهو المحقق العراقي الدكتور نضير الخزرجي، شاكرا الدكتور إبراهيم العاتي الذي عرفه منذ ربع قرن أستاذا متنوع المشارب، معتبرا أياه أحد أعمدة الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية التي استطاعت حتى يومنا هذا بفضل عمادته للدراسات العليا أن تهدي للأمة أكثر من ثلاثمائة متعلم من حملة الشهادات العليا من جنسيات مختلفة فضلا عن المئات من خريجي الدراسات الجامعية.

والمفيد ذكره أن المحتفى به هو إبراهيم بن عبد الزهراء بن عاتي بن حبيب بن بركة العيسى وشهرته إبراهيم العاتي، ولد سنة 1949م في مدينة النجف الأشرف بالعراق، حصل على الليسانس من قسم الفلسفة والاجتماع بجامعة دمشق سنة 1975م، والماجستير من قسم الفلسفة بجامعة عين شمس سنة 1980م، والدكتوراه من الجامعة نفسها سنة 1984م، عمل أستاذًا بجامعة قسنطينة بالجزائر، وجامعة ناصر بليبيا، ويعمل منذ سنة 1992م أستاذًا بكلية الشريعة وعميدًا للدراسات العليا بالجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن، بالإضافة إلى عمله في جامعة الكوفة بالعراق حتى سنة 2014م، وهو عضو الجمعية الفلسفية العربية بالأردن، والهيئة الاستشارية لمجلة الجامعة الإسلامية بلندن. من مؤلفاته المطبوعة: تصورات العالم في الفكر الإسلامي، الزمان في الفكر الإسلامي، الإنسان في فلسفة الفارابي، الظاهرة الحسينية في الشعر العربي، ديوان شعر، إلى جانب الكثير من الأبحاث والدراسات المنشورة في الفلسفة، والدين، والتصوف، والأدب، وغيرها. شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الدولية في كل من الجزائر، وليبيا، وإسبانيا، ومصر، والعراق، وبريطانيا.

Share