الرئيسية » تقارير » أطلقوا عليه تسمية خطوة الأمام علي (ع) تيمنا بتواجده فيه عام 36 هجرية المسجد الجامع في مدخل الزبير دائرة معارف كبرى

أطلقوا عليه تسمية خطوة الأمام علي (ع) تيمنا بتواجده فيه عام 36 هجرية المسجد الجامع في مدخل الزبير دائرة معارف كبرى

و.ض.أ/ خاص :

المسجد الثاني الذي بني في الإسلام بعد المسجد النبوي هو مسجد البصرة حيث تم بناؤه عام 14 هجرية بعد فتح المدينة على يد القائد عتبة بن غزوان والذي بناه بالقصب ، ويروى إن الذي قام بعملية البناء أما محجر بن الادرع من قبيلة سليم ، أو نافع بن الحارث بن كلدة وشهدت المنطقة بعد بنائه إنشاء العديد من المساكن حول المسجد
وبعد سنة 17هـ احترقت البصرة و شمل الحريق المسجد أيضا، فأعاد بناءه الوالي أبو موسى الأشعري باللبن والطين، وسقفه بالعشب وزاد في مساحته .
ولما تولى زياد بن أبيه ولاية البصرة لمعاوية بن أبي سفيان اتخذ عدة إجراءات في اعمار المسجد، حيث وسع مساحته وأعاد بناءه بالآجر والجص أما سقفه فمن الساج واتخذ له أعمدة من حجر نحتها من جبال الاحواز ويقال: لما أعاد زياد بناء المسجد ودار الأمارة اخذ يطوف حولها ويقول أترون خللاً فيقولون: ما نعلم ببناء احكم منه، وبنى منارته بالحجارة وهو أول من عمل المقصورة، ونقل الأمارة إلى قبلة المسجد.
وقال : إن زياد رأى الناس ينفضون أيديهم إذا تربت وهم في الصلاة فأمر بجمع الحصى وإلقائه في المسجد و كان الإمام إذا جاء للصلاة يتخطى الناس إلى القبلة، فأمر زياد بتحويل دار الأمارة من الدهناء إلى قبلة المسجد فكان الإمام يخرج من الباب في حائط القبلة وهذا يعني إن البناء القديم ظل على حاله وان دار الأمارة ملاصقة للجامع من جهة القبلة أي الجنوب الغربي وكان بينهما وبين الجامع باب يخرج منه الأمير إلى المسجد مباشرة دون إن يتخطى المصلين.
ولما تولى عبيد الله بن زياد البصرة بعد أبيه قام بشراء دار نافع بن الحارث بن كلدة وكانت شمال المسجد لغرض إكمال تربيع المسجد وأرضى ابنه عبيد الله بن نافع بان عوضه مقابل كل ذراع خمسة اذرع وفتح له في الحائط خوخه إلى المسجد فلم تزل ألخوخه في حائطه حتى عصر المهدي العباسي .
وكان اكبر توسيع للمسجد في ولاية محمد بن سليمان بن علي العباسي سنة 160هـ أيام الخليفة العباسي المهدي حيث بلغ عدد المصلين عشرين ألفا فأمر المهدي بتوسيع المسجد وذلك بشراء بعض الدور المحيطة به .
ذكر المؤرخ ــ ابن ألفوطي ــ إن مسجد البصرة احترق سنة 624 هـ \ 1227م فقام الأمير شمس الدين بإعادة عمارته واحضر الحجارة من جبل الأهواز، وجلب له خشب الصنوبر والصاج من البحر، واسكن فيه جماعة من الصوفية، وبنُي دهليزا للجامع بحجرتين جعل في أحداهما كتباً .
وبعد مجيء المغول في 656هـ / 1258م توالت الفتن والحروب في البصرة نتيجة سوء تصرف عمال المغول فيها، وهجمات الإعراب البدو على البصرة، فاضطر أهلها إلى النزوح لاماكن أخرى حتى سنة 701هـ تم خراب البصرة ، ولم تعد مدينة يمكن إن نجد عنها أخبارا فيها يتعلق بأحوالها، وأخذت تعرف بإسم البصرة القديمة، وظهرت مدينة أخرى سميت بالبصرة كانت سابقا متنزها ومصيفا للولاة والوجهاء في العصر العباسي، فابتنيت فيها الدور والقصور والمنازل وازداد عمرانها.
كان للمسجد مهام متعددة منها إقامة الصلاة واستخدم أيضا مقرا للحكومة لتداول الرأي حيث يتم عقد الاتفاقيات وإرسال الرسل واستقبالها واتخاذ القرارات المهمة وكان مكانا لتوزيع الأموال على المستحقين، إلا انه استعيض عنه بعد ذلك لما انشأ بيت المال ومكانا لفض الخصومات بين الناس، لكنه في العصور اللاحقة استعيض عنه بدار القضاء أو ديوان القضاء .
ومن أهم المهام التي اضطلع عليها المسجد القضايا الثقافية حيث صار أشبه بجامعة مصغرة يجتمع فيها الأساتذة من مختلف الاختصاصات مع طلبتهم، حيث تتشكل حلقات عدة، فحلقة للنحو حيث عرفت البصرة بمدرستها النحوية، وحلقة لتدريس اللغة، وأخرى للكلام والقضايا الفلسفية، وحلقة للتفسير، ومن بين تلك الحلقات حلقة الأصمعي، والحسن البصري، وواصل بن عطاء، وقتاده السدوسي، ولا يعني هذا إن هذه الحلقات مقتصرة على أهالي البصرة، بل إن شهرة علماء البصرة دفعت طلبة العلم إلى المجيء إليها والتزود من علمائها .
تنامت الحركة الثقافية في مسجد البصرة بعد زيارة الإمام علي عليه السلام للبصرة سنة 36هـ، حيث ألقى عددا من الخطب في هذا المسجد، ثم عين على البصرة عبد الله بن عباس المعروف بفقهه حيث اخذ يلقي دروسا في الفقه والتفسير والأخبار في مسجد البصرة و تخرج على يديه كبار التابعين كالحسن البصري، وتشكلت نواة مدارس في الفقه والتفسير والأخبار والكلام وبالإضافة لحلقات الدرس كانت تعقد مناظرات وأدت بعض من هذه المناظرات لإيجاد اتجاهات فكرية جديدة كالمناظرة بين الحسن البصري وتلميذه واصل بن عطاء والتي أدت إلى نشوء مذهب الاعتزال والمناظرة التي بين أبي علي الجيائي زعيم المعتزلة وبين تلميذه أبو الحسن الأشعري والتي أدت لنشوء مذهب الاشاعرة في علم الكلام .
وبجانب هذه الحلقات كانت حلقة أبي عمر العلاء والخليل الفراهيدي الذي وصف بأنه مفتاح العلوم ومعرفتها ويونس بن حبيب أما الأصمعي فكانت حلقته في اللغة والأخبار .

ووصف ابن بطوطة الجامع إثناء رحلته عام 727 هجرية قائلا “كنت قد رأيت عند قدومي على نحو ميلين بناءا عاليا مثل الصحن فسالت عنه فقيل هو مسجد الإمام علي عليه السلام وكانت له سبع مآذن ومفروشا بالحصاء الملونه وكانت للمسجد ثمانية عشر بابا وكل باب له درجه خارجية وله اسمه الخاص مثل باب بني تميم وباب بني سليم وباب الرحبة وباب الأصفهاني وباب عثمان وكان ينار ليلا بالقناديل المربوطة بالسلاسل وتثبت بالجدران الخارجية آلاف الحلقات التي تستخدم كمرابط للخيل.

40397058

 

Share