الرئيسية » تقارير » سوق الحبال في البصرة..واقع فقير وذاكرة مزدهرة

سوق الحبال في البصرة..واقع فقير وذاكرة مزدهرة

تقرير/خزعل اللامي
أشتهرت وتعددت الكثير من الاسواق في محافظة البصرة مثل سوق حنا الشيخ الذي يشتهر ببيع الملابس والاحذية وسوق الخضارة وسوق السمك وسوق الالبان وسوق التكنجية، ومن اقدم الاسواق في البصرة سوق بيع الحبال الذي يبلغ قدمه الى 80 عاما حسب ماذكره لنا بعض اصحاب تلك المحال،وهو سوق تخصص ببيع انواع الحبال ،ويقع في منطقة العشار وتحديدا قرب جامع الامير وكان يسمى قديما بسوق نجيب باشا وهو من الأصول التركية كما أشار بعض البائعين القدامى إلى أنه كان عبارة عن خمسة محال صغيرة تعمل بالمنتج المصنع محلياً وقد كانت جميع مصنوعاته مأخوذة من النخيل ومنها )علاكة الخوص) الطبك كما يعرف بالعامية وهو عبارة عن فراش دائري الشكل مصنوع من الخوص أيضاً ومطرز بأشكال وألوان جميلة يستخدم لنشر الخبز المستخرج من التنور وهناك سلة لحواية الرطب(الخصف) وكذلك الحبال المصنوعة من ليف النخيل التي تعرف بـالطبكية،
صاحب محل التساهل لبيع الحبال علاء كريم الساعدي قال، كانت مهنة بيع الحبال في البصرة مزدهرة جدا سابقا حيث يشهد نشاطا من الصباح الباكر وحتى المساء أما اليوم فالحال لايسر ونحن في بعض الاحيان لانبيع أي شيئ الاماندر، ويشير الساعدي،ويقتصر بيعنا في الوقت الحالي على بعض المؤسسات الحكومية مثل شركة الموانئ العراقية وشركة نفط الجنوب ودوائر الكهرباء كونهم يحتاجون أونواعا من الحبال في اعمالهم ،
صاحب محل: كنا نبيع يوميا مليون دينار واليوم 50 الف أو اقل والى ذلك يرى صاحب محل الامواج حميد ابو كرار بقوله، بعد ان كانت تجارة وبيع الاحبال وشباك صيد الاسماك المختلفة الاحجام رائجة في فترة السبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بسبب ان البصرة ميناء كبير تأم اليه السفن الكبيرة وكان السوق قبل العام 2003 بمثابة بورصة لبيع مستلزمات الصيد حيث تجار الغزل يتمركزون فيها والصيادون من المحافظات لاسيما الجنوبية يتبضعون منها وفي الوقت الذي كانوا يبحثون عن الشباك الكبيرة لصيد الاحجام الكبيرة من الاسماك باتوا اليوم يطلبون شباكا للسمك الناعم الزوري بعد ان تناقصت اسماك البني والكطان والسمتي التي كانت تشتهر بها الاهوار مواصلا حديثه ،الكثير من اقراني وزملائي في المهنة غيروا مهنهم الى مهن اخرى فيها حركة واكثر ربحا كتسويق المواد الكهربائية او البلاستك او النايلون وعملنا يتجه الى الانقراض حيث ان عدد المحلات المتبقية 6 فقط، لكني لن اترك مهنتي وانتظر الرحمة الإلهية التي تسعفنا وتعيد الصيادين والحركة لسوقنا، بدوره قال صاحب محل علي سعيد الضاحي، توجد لدينا سفايف خاصة لرفع انابيب النفط وكذلك اثناء نقلها من مكان لآخر خلال العمل وايضا لدينا حصران مايسمى (البلول) المصنعة يدويا في قضاء ابي الخصيب وتستعمل للجلوس وايضا لدينا(الفروند) الذي يستخدمه الفلاح في صعود النخلة وايضا(الزبيل) ويصنع من خوص النخلة ويستخدم للتمر ،ويستدرك الضاحي بحسرة،ولكن كل هذه المنتوجات لاتلقى من يشتريها الاماندر كونها اصبحت تراثية ومن يجنيها غالبا للجمالية في البيوت،ويوضح انا اعمل في هذه المهنة وفي هذا السوق منذ 12 عاما، وعلى الرغم من توفر كافة المستلزمات التي نستوردها من الصين وتايلند، لكن بضاعتنا لا تلاقي رواجا واقبالا، ويسود سوقنا الكسل والكساد بخلاف السابق حيث أمست أرباحنا متدنية وبيعنا للسلع الى ربع ما كنا نحصل عليه في السابق، حيث كنا في الماضي نبيع سلعا بمعدل مليون دينار يوميا، واليوم لا نبيع حتى ما مقداره 50 الفا، واحيانا لا نبيع شيئا،
ومن ماتبين فأن هذه المهنة بدأت تضمحل نتيجة للتطور الكبير في الصناعات التي حلت مكانها ولكن من المهم ان يلقى هذه السوق وتلك المهنة الاهتمام من المعنيين في محافظة البصرة كونه من اسواق البصرة القديمة والمهمة التي يجب ان تعود اليها العافية ولو تدريجيا.

_13923826607

Share