الرئيسية » الثقافة والفنون » إتحاد أدباء وكتاب البصرة يحتفي بالناقد الدكتور سامي علي المنصوري

إتحاد أدباء وكتاب البصرة يحتفي بالناقد الدكتور سامي علي المنصوري

و.ض.أ / بهاء مانع المنصوري

احتفى إتحاد ألأدباء والكتاب في البصرة بالناقد الدكتور سامي علي جبار المنصوري عن كتابه اللسانيات و تطبيقاتها على النص الحداثي ، قدم المحتفى فيه الشاعر والإعلامي محمد صالح عبد الرضا وبمشاركة عدد من ألأدباء والكتاب حيث تداخل في الجلسة الدكتور سلمان كاصد والدكتور إبراهيم صبر الراضي من كلية ألآداب جامعة ذي قار وباسم ألقطراني وجميل ألشبيبي وقاسم حنون .

الدكتور سامي المنصوري أستاذ اللغة العربية في جامعة البصرة له ثلاث كتب نقدية وسبعة مشتركة وله أكثر من 30 بحثا وأكثر من 30 شهادة تقديرية .

قال الشاعر والإعلامي محمد صالح عبد الرضا في تقديمه المنصوري ” نلتقي في هذه الإصبوحة بواحد من أهم أساتيذ اللغة العربية في جامعة البصرة ومن الباحثين الأكفاء في دراسات متميزة مركزة تكشف عن تمكنه في الرؤيا والتحليل ومقدرة عالية لبيان النسيج اللغوي والجمالي للنص الأدبي ، لقد وضع دراسات جادة بين أيدي الطلبة الدارسين والمثقفين تستحق التقدير ، لا أدري لماذا يذكرني الدكتور سامي بأستاذي الراحل الدكتور علي جواد طاهر لعله بجمعه بين التراث الأدبي و المعاصرة شكل له ركيزة بحثية مميزة قد دعاني لتشخيص هذا التركيز وقد اختص باللسانيات ألتي تعنى بعلم الدلالة في دراسة المعنى وتقليل الأخطاء اللغوية ألتي لا تقتصر على الجوانب المعنوية بل تستند على الجوانب القواعدية ومعاني الجمل والعلاقات الدلالية بين المفردات وكذلك دراسة استخدام اللغة والتخاطب في سياقاتها الفعلية للوصول إلى مقاصد المتكلمين “.

وأضاف ” أهتم المنصوري بدراسة السياب في حين يعتقد بعض الباحثين أن السياب أشبع بحثا ناسين أن المنهجيات الحديثة تسمح بدراسات مستفيضة بالنص السيابي بعيدا عن دهشة الانطباعية “.

وقدم الدكتور محمد جواد البدراني في قراءته النقدية قائلا ” أن يحتفي الطالب بأستاذه تلك معضلة والحقيقة إن الأستاذ الدكتور سامي المنصوري من الأساتذة الذين زرعوا في نفسي حب اللغة العربية ، فقد تتلمذت على يديه في دراسة المتوسطة وأفتخر بذلك واليوم أذ نحتفي بكتبه الثلاث ألتي صدرت متزامنة وهي غيض من فيض نتاجه الكبير أقف عند بعض الملاحظ على كتابه ( السياب ومفصلية الحداثة العربية ) وقد اخترت الحديث عن هذا الكتاب بالذات يشدني اهتمامي إلى السياب فقد كتبت رسالتي في الماجستير وأطروحتي في الدكتوراه عنه ولدي ثلاث كتب وجملة من البحوث المنشورة عن تجربة السياب الشعرية ، يتجلى منهج الدكتور سامي المنصوري في كتبه عن منهجه النقدي فهو يقول إن الدراسات النقدية الجادة لا تكتفي بالوصف وإنما تتغلغل إلى محتويات أعمق في التحليل والمقارنة لاستخراج ألأصول الفنية والقيم الإنسانية المتمثلة في الأدب المعاصر فهو في دراسته لا يسعى لأن يصف النقد بل يجعل الدراسة النقدية تتغلغل في أعماق النص ويقول في مكان آخر أن تكتب بحرية غير أن تظل تدور في محور واحد فالأكاديمية لا تعني الجمود وليست الاجترار والتكرار إنها عتبات مستقرة تفضي إلى مداخل وعوارض تتفاعل مع التخصص ولكنها تتوالد وتتناسل عبر مخاضات تصل القاعدة وفي الوقت نفسه تترابط مع قواعد أخرى لتعدل وتضيف وتنتج وأن الموقف من  الحداثة ومناهجها القرائية يتحتم علينا أن لا نندفع إلى الرفض الذي تتحكم فيه عقدة الذات “.

وتحدث الدكتور المنصوري عن كتابه قائلا ” العنوان الذي نحن في صدده ( اللسانيات وتطبيقاتها على النص الحداثي ) تقتضي منا أن نقدم لهذا الموضوع قبل الوصول إلى التطبيق كما هو معروف إن اللسانيات تعد ثورة في الفكر الإنساني الحضاري المعاصر لأن اللسانيات تتغلغل في كل مفاصل الحياة والانطلاق كان  من الغرب كما يحدد التاريخ ذلك عام 1916 حين نشر تلميذان من تلامذة سوسير محاضراته بعنوان قلب اللغة العام أو محاضرات أو دروس …الخ خمس ترجمات للكتاب في الوطن العربي منها ترجمة العراق للدكتور يوسف عزيز ومراجعة الدكتور مالك المطلبي ، واللسانيات انتقلت الينا عبر مرحلتين ، المرحلة الأولى كانت عن طريق التثاقف يعني إن بعض الأساتذة المصريين حينما ذهبوا إلى الغرب ودرسوا هناك واعتنقوا أو تقمصوا شخصيات أساتذتهم ومنهم الدكتور تمام  حسان الذي عرف بأنه نشر أفكار أستاذه فيرس  المعروف بمنهج المصاحبات اللغوية وكذلك الدكتور كمال بشر ثم المرحلة الثانية بعد نتصف القرن العشرين وبالذات عام 1985 كان هناك انفجار في الترجمة ونقلت أغلب كتب اللسانيات من اللغات الغربية الفرنسية والانكليزية والألمانية إلى اللغة العربية ، المرحلة الأولى كم قلت التثاقف أي أن الأفكار اللسانية أخذت طريقها في التأليف على سبيل المثال الدكتور إبراهيم أنيس كتب في الأصوات اللغوية واللهجات العربية ودلالة الألفاظ … الخ وهذا لم يكن موجود في اللغة العربية فيما كانت اللغة العربية تبدأ بالنحو ثم الصرف ثم الأصوات آخرا ، أعيد إنتاج هذه المستويات وأصبحت الأصوات أولا الصرف ثم النحو ثم علم الدلالة .

النصف الثاني كما قلت بعد الترجمة ، حدث تطور كبير وانتقل الأمر من النظريات إلى التطبيق والتطبيق شهد دخول مناهج لسانية حديثة ربما أولها الأسلوبية ثم البنيوية ثم التفكيك ثم السميولوجيا والمناهج القرائية وربما كما أقول إن حضوة كبيرة وحضا وافرا عند الدارسين بسبب إنها أقرب إلى التراث منها إلى المعاصرة ، لم يترك شاعر أو ناثر أو كاتب لم يدرس أسلوبيا ، نعم البنيوية لها حصة ولكنها انتهت تاريخيا والحدث الكبير الذي شهدناه اهتمام المصطلح ، لم يكن هناك اهتمام بالمصطلح اللساني مراجعات للتراث ، أيضا يعني على سبيل المثال كان النحو البصري يوصف بأنه نحو معياري بعد ظهور النحو التوليدي التحويلي نجد إن النحو البصري أعيد إليه الاعتبار أصبح أقرب إلى النحو التوليدي التحويلي هو النحو البصري لأنه كان على العقل والذهنية ويطابق ما ذهب إليه جوفسكي من البنية السطحية والبنية العميقة ، أيضا أعيد النظر في المصطلحات البلاغية والنحوية … الخ “.

وأضاف ” اللسانيات قضت على الحاضر بين ما هو أدبي وما هو لغوي ،  كل نقد هنا ينبغي أن يكون لسانيا وكل النقاد الغربيين اللغويين بدءوا لغويين وفلاسفة فكل النظريات الغربية تعتمد على الفلسفة ونحن في الدراسات النقدية أزحنا النهال الفلسفي وبدءنا في البناء الفوقي ، التطبيقات بعد البحث عن الجذور وجدنا إن كل الاتجاهات اللسانية تأخذ طريقها إلى التطبيق ولكن المفارقة أن التطبيق لم ترد على النظريات شيئا بقيت النظريات اللسانية كما هي بل وجدنا سوءا في التطبيق ووجدنا الناقد يعقد في النص والشيء المهم إننا وجدنا أن الفكر اللغوي العربي الحديث يستفيد فائدة كبيرة من هذه الثورة اللسانية وحينما نقارن النقد المعاصر بالنقد التراثي لا نجد أي تقارب وإنما هناك خصوصية للنقد الحديث وأبرز هذه الخصوصيات  النقد الحديث التطبيقي صحيح لم يصل إلى نظريات الغربية ولكنه استطاع أن ينقل النص القديم أو ما يعرف بنحو الجملة إلى نحو النص وهنا حدثت الإضافات من قبل النقاد واستطعنا أن نحصي العشرات من الدراسات ألتي تمثل اليوم فكرا نقديا واضحا ولكن مع ذلك يبقى فكرا تطبيقيا “.                         

   

 

Share