الرئيسية » الثقافة والفنون » صدر حديثاً … فراكَين العمر للشاعر صابر خضير

صدر حديثاً … فراكَين العمر للشاعر صابر خضير

و.ض.أ / البصرة / منتهى صاحب 

صدر حديثاً عن دار الزهراء للطباعة والنشر المجموعه الشعرية ( فراكِين العمر )  للشاعر الشعبي صابر خضير الخزاعي يضم ( 31) قصيدة من القطع الوسط واحتوت المجموعة قصائد ( لا تعاشر مر ، حسافات ، غزل سكته  ، طيف ، عشك شياب ، خواطر من دفتر النسيان ، هذا حالي ، سالفة قديمة ، قطار العمر ، تجليبة ، زهيريات ، من ذاكرة الشباب ـ ندم ، الصبا كَوطر  ، خاطرة ، الكَلب والجيب ، هذا انا حالي اليوم وقصائد اخر ، قدم المجموعة الشاعر والصحفي عبد الامير الديراوي ، قائلاً أن الشعر الشعبي ديوان مفتوح من الاصطلاحات والمضامين التي يكتبها الشعراء لتكون الغذاء الذي يعتمده  المتلقي عندما يهم بدراسة هذا اللون من الادب الذي اصطلح على تسميته بالشعبي رغم كونه ادب بحد ذاته تحكمه موازين الشعر .. وبحوره وكل تفعيلاته وان كل الشعوب تعتنى بمثل هذا الادب الذي يعيش تطلعات الناس وهمهم اليومي ويرسم صوره ومفرداته من حياتهم البسيطة . فالشعر الشعبي الذي يطابق  اسمه على أساليب كتابته  ينطلق من بين الناس  فقد انطلقت صرخة الحداثة فيه من الاهوار ومن دواوين العشيرة عندما كان مظفر النواب يصيح من بين قصبات الهور في ملحمة صويحب ..

ميلن لا تنكطن كحل فوك الدم

جرح اصويحب بعطابة ما يلتم

لا تفرح بدمه لا يالكطاعي

صويحب من يموت المنجل يداعي

من هنا انطلق صوت الحداثة للقصيدة الشعبية لذلك فان صوت الحداثة استقر في اذهان كل الشعراء فابتعدت القصيدة  عن قوالبها السابقة وتعقيداتها القديمة  وعندما تصفحت ديوان (فراكَين العمر) للشاعر الرائد صابر خضير الخزاعي  والذي يحتوي على .. قصيدة من نتاجاته عبر مراحل متعددة من مسيرته الشعرية فوجدت انني ابحر في عالم متجدد من معطيات الشعر الشعبي الحديث  فلشاعرنا الخزاعي صولات ابداعية مميزة في فنون الشعر .. تتجلى خلالها عن امكانية الشاعر في توضيف المفردة التي تعني بإغناء القصيدة بالمضمون الشفاف والمعبر ، كلنا يذكر قصائده الوطنية في اواخر ستينات القرن الماضي خصوصا في ملحمة العامل الشهيد حسن صليبي كما انه هو الذي فجرت قصيدته الاخرى شد صواريك يا ربان السفينة مسامع المتلقين وصولا الى قصيدة هيلين والقصيدة التي حفظها الكثير يعتني من الوسادة  الطيف وكذلك حسافت ولا تعاشر مر الكثير من القصائد التي تعانقت مع الذائقة لتعلن عن تجربة خلاقة ممزوجة بالحزن تارة والفرح والبطولة تارة اخرى . لقد كتب في معظم اجناس وألوان الشعبي المثمر، الموال ،الابوذية الدارمي وغيرها . اذن نحن امام تجربة غنية لشاعر خدم حركة الشعر الشعبي وأنشأ المهرجانات العمالية القطرية للشعر الشعبي وترأس جمعية الشعراء الشعبين في البصرة لعدة دورات، غير ان قصائده الاخيرة طالها الحزن بعد فقدانه لولده الاكبر فراحت مفرداته تنزف دما وحرقة . واود ان اقول في الحقيقة اخجلتني تواضعه عندما طلب مني ان اكتب المقدمة لديوانه البكر كوني احد تلامذته فهو الرائد وانا التلميذ  الذي امتدت علاقتي به منذ منتصف ستينات القرن الماضي فماذا استطيع ان اقول امام هذا الطود العالي بتجربته العميقة وشاعريته المرهفة غير ان اعبر عن الاعتزاز الخالص  رغم  انه قد تأخر كثيرا عن اصدار قصائده التي تملأ عدة دواوين لا ديوان واحد ونسأل الله لشاعرنا الكبير كل التوفيق . صمم واخرج الديوان محمد جواد الدخيلي لوحة الغلاف التشكيلية زينب سعود الحربي .

Share