و.ض.أ / الاحساء / زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس ماجد أبو زاهرة تشهد سماء العالم العربي فجر يوم الإثنين 21 يوليو 2025 ظاهرة سماوية مميزة حيث ينتظم هلال القمر المتناقص مع كوكب الزهرة والنجم الدبران في مثلث سماوي رائع يظهر في الأفق الشرقي ويمكن رؤيته بالعين المجردة.
الزهرة سيكون الأشد سطوعا بين الثلاثة يظهر كجوهرة بيضاء لامعة أما الدبران فسيبدو خافتاً نسبياً لكن يمكن تمييزه بسهولة بلونه المحمر وستفصل بين القمر والزهرة مسافة زاوية واسعة جداً لذا لن يظهر الاثنان معاً في مجال رؤية التلسكوب.
عند رصد كوكب الزهرة تلسكوبياً سيلاحظ أن قرصه مضاء بنسبة 71٪ بنور الشمس ونظراً لأن الزهرة يتحرك في مدار أقرب إلى الشمس من مدار الأرض فإن حجمه الظاهري سيتناقص تدريجياً مع ابتعاده عنا في الأشهر القادمة ويقابل ذلك ازدياد تدريجي في إضاءة قرصه حتى يصل إلى الاكتمال التام في ديسمبر 2025 في نهاية ظهوره الصباحي وقبل أن يعود للظهور في سماء المساء.
نجم الدبران أحد ألمع النجوم في سماء الأرض والنجم الذي طالما تبع عنقود الثريا في مسيره عبر السماء لذلك أطلق عليه العرب القدماء هذا الاسم: الدبران أي “الذي يتبع”
يمثل الدبران نقطة مضيئة بارزة في سماء المساء ويصنف علميا كنجم عملاق أحمر برتقالي من النوع الطيفي K5 III وهو يبعد عن الأرض حوالي 65 سنة ضوئية فقط ما يجعله من أقرب النجوم العملاقة إلينا.
قد لا يبدو من اللمعان الظاهري أن هذا النجم عملاق هائل لكن الحقيقة أنه أكبر من الشمس بـ44 مرة من حيث القطر وأشد لمعانا منها بنحو 500 مر ومع أن كتلته ليست كبيرة جداً إذ لا تتجاوز 1.16 مرة كتلة الشمس إلا أن تمدده الكبير وانخفاض درجة حرارة سطحه إلى نحو 3,900 درجة مئوية يعطيانه مظهراً برتقالياً مميزاً يمكن تمييزه بسهولة بالعين المجردة.
هذا النجم يمر حالياً بمرحلة متقدمة من عمره النجمي حيث استهلك معظم وقوده من الهيدروجين وهو الآن إما يدمج الهليوم في نواته أو يستعد لذلك وبهذا يكون الدبران نموذجا لمصير الشمس بعد نحو 5 مليارات سنة من الآن حين تتحول هي الأخرى إلى عملاق أحمر.
في عام 1993 أعلن علماء الفلك عن احتمال وجود كوكب غازي عملاق يدور حول نجم الدبران أطلق عليه اسم الدبران b. تشير التقديرات إلى أنه أكبر من كوكب المشتري ويدور حول النجم مرة كل 629 يوماً تقريباًورغم أن هذا الكوكب ما يزال محتملاً ولم يؤكد بشكل قاطع إلا أن الفكرة تضيف بعداً آخر لهذا النجم القديم.
منذ آلاف السنين أولى العرب اهتماماً خاصاً بالدبران، واعتبروه رابع منازل القمر ضمن التقويم النجمي العربي القديم وقد ارتبط ظهوره ببدء موسم الجوزاء الأولى. كما كانوا يراقبون طلوعه فجراًً لتحديد مواسم الزراعة وهبوب الرياح وارتبط بالعديد من الأمثال والحكايات الشعبية.
ورغم أنه يبدو قريبًا من عنقود الثريا في السماء إلا أن هذا التقارب بصري فقط فالثريا تبعد عنا أكثر من 440 سنة ضوئية في حين أن الدبران أقرب منها بنحو 6 أضعاف.
لون الدبران البرتقالي المحمر ليس مجرد مظهر بل يكشف عن حرارة سطحه المنخفضة حوالي 3,627 درجة مئوية مقارنة بـ 5,505 درجة مئوية لسطح الشمس وعند مقارنته بنجم شديد الحرارة مثل السماك الأعزل، الذي تصل حرارته إلى 21,827 درجة مئوية يتضح أن لون النجم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بدرجة حرارة سطحه وفقاً لقوانين الفيزياء الفلكية.
لا تفوتوا الفرصة وكونوا على الموعد لرؤية هذا التشكيل الفلكي الجميل بالعين المجردة.
📸 الصورة المرفقة: يظهر القمر وأسفل يمينه الدبران وفي الأسفل بالقرب من الأفق الشرقي كوكب الزهرة كما سيبدو فجر الإثنين.
Share