الرئيسية » عربية وعالمية » رؤى نقدية ومعالجات جذرية لأزمة الحكم في السودان

رؤى نقدية ومعالجات جذرية لأزمة الحكم في السودان

و.ض.أ /  على امبابي

تم تنظيم ندوة فكرية سياسية في العاصمة الكينية نيروبي تحت عنوان: “تأسيس الدولة السودانية على أسس النظام الفدرالي والحكم الرشيد”، قدّم عدد من قيادات “تحالف تأسيس” و”تحالف القوى المدنية “قمم” رؤى نقدية ومعالجات جذرية لأزمة الحكم في السودان، داعين إلى بناء مشروع وطني جامع يعيد تأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة تُنهي عقود التهميش والاستبداد. استهل الحديث د. سليمان صندل، القيادي في “تحالف تأسيس”، بالتأكيد أن السودان، ومنذ استقلاله، لم يعرف مشروعاً وطنياً يتفق عليه الجميع ويقوم على العدالة والمساواة. واتهم صندل القوات المسلحة بأنها السبب الرئيسي وراء غياب هذا المشروع، قائلاً إنها “احتكرت السلاح والسلطة”، وفتحت الباب أمام اختطاف الدولة من قبل قوى الإسلام السياسي، التي استغلت هذه المؤسسة لخدمة مصالحها على حساب الشعب. وأضاف صندل أن هذا الاختطاف قاد إلى رفض واسع من قوى المجتمع المختلفة، وتسبب في اندلاع ثورات مسلحة، كان من نتائجها انفصال الجنوب، في مشهد شبّهه بـ”بتر الجسد عند فشل الطبيب”، حسب وصفه. من الفيدرالية إلى تأسيس الجمهورية الثانية وأشار صندل إلى أن حركة العدل والمساواة كانت أول من طرح فكرة النظام الفيدرالي وفق نظام الأقاليم، وأن يكون حكّام الأقاليم بمثابة نواب للرئيس، مؤكداً أن هذا التصور، الذي لم يُنفذ سابقاً، أصبح اليوم جزءاً من رؤية “تحالف تأسيس”. ولم يخفِ صندل أسفه على تعثر ثورة دارفور، التي بحسب تعبيره انتهت إلى اتفاقيات جزئية كأبوجا والدوحة وجوبا، دون تحقيق الأهداف الجوهرية. كما رأى أن حرب 15 أبريل ليست سوى امتداد للثورات السودانية، التي دفع فيها الشعب ثمناً باهظاً. وأكد أن “تأسيس” تمثل الجمهورية الثانية، وقال إنهم في التحالف مستعدون للسلام أو الحرب مع حكومة بورتسودان، حسب موقفها، مضيفاً: “سنتواجد في الأرض وسط الناس، وسنشارك في تحرير السودان حتى بورتسودان”. قمم: تحالف في زمن الحرب بدوره، قال صالح جمعة، نائب رئيس تحالف “قوى قمم”، إن التحالف نشأ في زمن الحرب، ويضم أكثر من سبع كتل سياسية، وله مكاتب في أكثر من 14 دولة. وأكد أن “قمم” يؤمن بمشروع السودان الجديد القائم على المواطنة والديمقراطية والتنوع. وأضاف جمعة أن السودان لم يعرف طوال تاريخه نظاماً فدرالياً حقيقياً، بل ظل المركز يكرّس للمركزية، وأن غياب الدستور الدائم وأزمة الهوية السودانية المركّبة ما بين الأفريقية والعربية، يمثلان جوهر الإشكال السياسي والاجتماعي في البلاد. الوليد مادبو: الحكم الرشيد ركيزة البناء كما قدّم د. الوليد مادبو ملامح مهمة حول أهمية الحكم الرشيد في بناء الدولة، مشدداً على أنه ليس محايداً في مشروع “تأسيس”، لكنه سيكون “مراقباً للعمل”، داعياً إلى تمكين مراكز الدراسات والتدريب من لعب دورها في تطوير تجربة الحكم الفدرالي ورفع كفاءة الأداء السياسي والإداري في البلاد. جاءت هذه الندوة في سياق متصاعد من النقاش حول مستقبل السودان في ظل الانقسامات السياسية والحرب المستمرة، وشكلت منصة نوعية لتلاقح الأفكار بين حركات مسلحة وتحالفات مدنية تسعى لتقديم بدائل عملية لمستقبل الحكم. وتبدو الرهانات كبيرة على مشروع “تأسيس” وتحالف “قمم” في إعادة رسم خريطة السودان على أساس العدالة، الفدرالية، والحكم الرشيد.

Share