الرئيسية » محلية » المرجع الخالصي يدعو إلى مشروع وطني جامع لكل طوائف الشعب العراقي لمرحلة ما بعد داعش، ويحذر من دعوات تقسيم العراق

المرجع الخالصي يدعو إلى مشروع وطني جامع لكل طوائف الشعب العراقي لمرحلة ما بعد داعش، ويحذر من دعوات تقسيم العراق

 و.ض.أ / خاص

اعلن المرجع الديني العراقي سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) عن رؤيته السياسية لما بعد انتهاء داعش بمشروع وطني موحد جامع لكل طوائف الشعبة العراقي، فيما حذر من دعوات التقسيم التي يطالب بها البعض.

وقال المرجع الخالصي (دام ظله) خلال كلمة ألقاها في مكتبه في النجف الأشرف، ان سكوت المؤسسة الدينية يسمح لأعداء الإسلام بصياغة مصير الأمة، لأننا في ساحة صراع والسكوت معناه اننا سنفتح المجال لغيرنا بالحديث بالنيابة عنّا.                      

وتابع سماحته (دام ظله) “ان كل الدول وكل الجهات  لها مشاريع في العراق إلا الشعب العراقي لا مشروع له، فهناك أناس تحالفوا مع دول لها مشاريع خاصة، ولا وجود لمشروع عراقي، بل إن بعضهم يبحث عن الدعم والمال ولا يهمه ما هو أثر المشروع لتلك الدولة على العراق وشعبه”

وحذر سماحته (دام ظله) “ان هناك  من يريد أن يبرز كقائد في المجتمع، أكثر مما يفكر في إيجاد محور يعمل هو فيه مع غيره لكي يسد هذا الفراغ، ومن دون أي اعتبار لمصلحة الشعب العراقي”.

وأشار سماحته (دام ظله) إلى “انه إذا بقي هذا الفراغ قائماً أي لا يوجد هناك مشروع عراقي يتبناه العراقيون بصدق وبقوة، فالأزمة باقية، والحروب مستمرة، والصراع متواصل، وما رأيناه ونراه اليوم من خراب ودمار يمكن ان ينتقل إلى أماكن أخرى، ويمكن ان يصل إلى مرحلة هي الأخطر وهي تقسيم العراق، وهذا ما يطالب به البعض علناً”

وشدد سماحته (دام ظله) “إذا جرى تقسيم العراق لن تنتهي المشاكل كما يظن البعض، بل ان الحرب الكبرى ستنشأ ان قُسّم العراق، وما رأيناه من أزمات ماضية لن تعد أزمات مهمه امام  ما سنراه فيما لو جرى تقسيم العراق”

وتابع سماحته (دام ظله) “ان المثال السوداني لا يحتاج إلى تكرار، قالوا لنفصل الجنوب حتى يستقر، وأنتم ترون ان الجنوب الآن فيه ملايين الجيّاع والمشردين، فالعراق معرض لهذه الكوارث إذا بقي هذا الفراغ، وإذا لم يتواجد في ارض العراق مشروع يمثل الشعب العراقي”

وأضاف سماحته (دام ظله) “ان الصمت وعدم الإهتمام بهذا الأمر سيبقى عامل تقسيم هذا البلد، وعامل تمكن الأعداء من التسلط على هذا البلد، واحمّل مسؤولة هذا الأمر للجميع”

 ولفت سماحته (دام ظله) “ان هذا المشروع العراقي يجب ان يتولى مهمة العراق، وهذا المشروع متصالح ومتفاهم، ليس بالضرورة ان يصطدم بمشاريع الجوار والأقاليم التي حولنا، انما يسعى للتفاهم معها، بشرط ان تكون مصالح العراق مقدمة على مشاريع الأخرين، لا ان تكون مصالح العراق بيد الآخرين يستفيدون منها ويستغلونها”

وتابع سماحته (دام ظله) “أنا قلت لبعض الساسة في الدول المجاورة، إنكم مخطئون إذا جعلتم من العراق حديقة خلفية لكم، أو مكب نفايات، تصدرون إليه أزماتكم” مؤكداً “أن هذا الأمر سيدعو إلى انتشار الأزمة في كل المنطقة”.

وفيما يخص المشروع الوطني الجامع يمكن تخلصيه بأنه يرتكز على القناعة الكاملة بأن الحل يجب ان يُبنى على الالتزام بالثواب الوطنية الكبرى وهي وحدة العراق وهويته، واستقلال قراره، والعمل على إيجاد جبهة وطنية تتألف من العلماء الأعلام والمثقفين الوطنيين تبدأ لقاءاتها لبلورة هذا المشروع وتقديمه إلى الأمة يكون نقطة انطلاق لجمع شتات الأمة، ويشكل هذا المحور عدد من علماء الدين البارزين والمؤثرين في أماكن عملهم، وشخصيات وطنية عراقية لم تشارك في المشروع السياسي الإحتلالي ممن يحملون فكر الإيمان والوحدة بين أبناء الأمة.

والتأكيد على مواجهة الإجرام والإرهاب والفتن التي تجري بإسم الطائفية أو أي عنوان آخر، وإدانة كل عمل يؤدي إلى زعزعة استقرار البلد. وعدم السماح للدول الأخرى بتصدير أزماتها إلى العراق، وتحصين ابناء العراق من تأثير الصراعات الاقليمية والمخططات الدولية، وضرورة العمل على تشكيل مجلس موحد لعلماء العراق ينبثق عنه مجلس للشورى من أهل الحل والعقد.

وفيما يخص زيارة ترامب للسعودية ومشاركته في “مؤتمر القمة العربية الإسلامية الأمريكية” قال سماحته (دام ظله): لقد كتبنا رسالة وارسلناها إلى العلماء والأمراء الذين شاركوا في القمة وبينّا لهم مخاطر قمة يراد منها ضرب المقاومة في المنطقة، ووصفها بأنها منظمات إرهابية، بالأمس كان ترامب في السعودية واليوم هو في اسرائيل ليصعد في الفتنة الطائفية، وذلك بشمول قوى المقاومة بمصطلح الإرهاب، وكأنه يريد بذلك ان تقوم منطقة الشرق الأوسط بضرب قواها المقاومة بالنيابة عن أمريكا وإسرائيل.

وفيما يخص مرحلة ما بعد داعش، أعرب سماحته (دام ظله) عن قلقه تجاه هذا الموضوع مشيراً ان ذلك ناتج عن غفلة وعدم انتباه إلى المخاطر إلى ما يجري، ونبه إلى ضرورة وضع الحشد الشعبي داخل إطار موحد، كدمجه في الأجهزة الأمنية أو الجيش أو على الأقل وضعه بشكل كامل تحت تصرف القائد العام للقوات المسلحة، حتى لا ينفرد البعض بإتخاذ قرارات قد تؤدي إلى زعزعة الوضع الأمني في العراق بدعوى انه ممن قاتل داعش، وانه فوق القانون.

وبعد الانتهاء الكلمة وجهت بعض الأسئلة لسماحته (دام ظله) وفيما يخص المشروع الإصلاحي ضد الفساد والمفسدين والذي دعا له سماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله)، أجاب سماحته (دام ظله): انه مع هذا المشروع ويدعمه بشكل كامل، ليس هو فحسب، وإنما كل مشروع وطني يدعو إلى وحدة العراق ونبذ الطائفية وإصلاح ما أفسده الفاسدون.

 

Share