الرئيسية » الثقافة والفنون » رموز الديانات والبحث عن الروح العراقية

رموز الديانات والبحث عن الروح العراقية

و.ض.أ/ خاص

أكثر من خمسين عملاً نحتياً توزعت في قاعة قصر الثقافة والفنون في مدينة البصرة، المنحوتات التي حملت عنوان (رموز الديانات) قدَّمها الفنان البصرة محمد ناصر الزبيدي، في محاولة منه للوقوف مع الأقليات الدينية في مدينة البصرة خصوصاً والعراق عموماً، مبيناً في حديث خاص لـ” الصباح “. أن ما حدث في مناطق الموصل وسهل نينوى والأنبار وتكريت وغيرها من المدن العراقية كانت دافعاً مهماً للعمل على توثيق رموزنا التي بدأت تنهار شيئاً فشيئاً، خصوصاً بعد تفجير ما يعرف بـ”داعش” مراقد وجوامع الأنبياء والصالحين في المناطق التي احتلوها.المعـرض كــان حافلاً بالتنوع الديني والفني، فقد حمل رموزاً للديانــة الإسلاميـــة والمسيحية والإيزيدية و الصابئية وغيرها من الديانات، كان هذا في جانبه الأول، والذي علَّقت منحوتاته التي ترمز للديانات على “ستندات” وزعت بين زوايا وحيطان قاعة قصر الثقافة.

وكانت في أغلبها أعمالا بسيطة وواقعية أكثر منها فنية، في حين امتلأت أرضية القاعة بأعمال وضعت على مناضد مختلفة الأحجام والارتفاعات مثلت أعمالاً فنية حجزت أغلبها من قبل الحاضرين بعد أن وضعت الأسعار على كل منحوتة. يشير الزبيدي إلى أن فكرة المعرض جاءت للالتفات للديانات التي تعد أقلية في العراق، فمعتنقو هذه الديانات عاشوا منذ زمن طويل في هذا البلد وكانوا يتمتعون بكل صفات الإنسانية، وكانوا متحابين ومتآلفين معنا. “لهذا، محبة بهذه الديانات، وإيماناً مني بأن الإنسان المسلم وغير المسلم يجب أن يحترم الآخر؛ لا على أساس شكله أو لونه أو عقيدته، بل على أساس إنسانيته، لهذا يجب أن نتعامل مع المكونات الدينية جميعا بحب” وفيما إذا كانت الأوضاع التي مرت ويمر بها العراق كانت سبباً لشروع الزبيدي بمنحوتاته وإقامته لهذا المعرض.

أكد أن الفنان لا يعيش بعيداً عن مجتمعه، فهو يؤثر ويتأثر، “أنا أعيش بهذه الأجواء وتمر عليَّ الأحداث السيئة كل لحظة، فينتابني شيء من الرعب وعدم الطمأنينة، وربما ما حدث لأهلنا في الموصل وإخواننا الإيزيديين والشبك وغيرهم سيحدث لي شخصياً، انطلاقاً من هذا المبدأ اشتغلت على هذا المعرض”. قدمت بعض أعمال المعرض أشكال الرموز الدينية كما هي معروفة لدى الجماعات التي تعتنق تلك الديانات، في حين تمكنت أعمال أخرى من تحرير الرمز والانطلاق به لعوالم فنية مغايرة، حررته وانطلقت به إلى بنية نحتية شكلت فضاءً جميلاً وتشكلات عالية في الدقة. الزبيدي قال إن هذا المعرض “الوحيد الذي استخدمت فيه الألوان الزيتية، وقد كان هذا نزولاً عند رغبة هؤلاء الأقليات الذين لم يعتادوا أن يروا رموزهم مجرد قطعة خشبية مدهونة بأصباغ الخشب.

كما أن هذه القطعة إذا لم تلون لم تقترب من ذاكرتهم الجمعية”. أما كيفية الخروج من الرمز والبحث عن روحه، فقد بيّن الزبيدي أنه بدأ بتنفيذها على أساس الشكل وفي بعض الأحيان على أساس الجوهر. “أما روح الرمز فاشتغلتها على أساس مفاهيمي و مرجعيات وقراءاتي في الفن، لم أذهب للأكاديمية، بل حاولت أن أكون كلاسيكياً قريباً لأجواء تلك المكونات العراقية”.

 

يشار إلى أن هذا هو المعرض السادس للفنان محمد ناصر الزبيدي الخريج في قسم المسرح بمعهد الفنون الجميلة، والمولود في البصرة العام 1969.

10978639_1554303878165890_750353998735564643_n

Share